إكرام تهليل، ضابطة جهاز المخابرات، ولدت في أغسطس/آب 1996 في العاصمة مقديشو، وقد تلقت تعليمها الجامعي في بريطانيا، وعادت إلى أرض الوطن لتشارك في عملية بناء الدولة وتشبع بعلمها حاجة البلاد للخبراء والأكاديميين، وقد عملت إكرام في جهاز المخابرات لـ 5 سنوات كسبت من خلالها خبرةً واسعة، كما كانت رئيسة قسم الأمن السيبراني بالجهاز.
وبعدها انتقلت للعمل في مكتب محافظ إقليم بنادر، حيث عملت كمديرة لمكتب المحافظ، وقد تحصلت في هذه المرحلة على معلومات حساسة تتعلق بالهجوم الذي استهدف محافظ إقليم بنادر المهندس عبد الرحمن يريسو، والذي استشهد بتفجير انتحاري استهدف مقر بلدية الإقليم.
قررت بعدها إكرام الذهاب إلى تركيا لحضور دورة تدريبية تتعلق بالأمن السيبراني. وبعد عودتها من الدورة، شوهدت للمرة الأخيرة وهي تستقل مركبة تابعة لجهاز المخابرات، في الـ ـ26 يونيو/حزيران، الساعة الثامنة مساءًا.
وبعد الإعلان عن فقدانها، اتهمت عائلتها جهاز المخابرات بخطفها؛ نتيجة حصولها على معلومات مهمة تمس الأمن القومي. وذكرت والدة إكرام أنها تلقت اتصالًا من رئيس جهاز المخابرات فهد ياسين يخبرها بأن “ابنتها بخير، وستلتقي بها قريبًا”.
تحقيق إعلامي مكثف.
وقد قامت إذاعة صوت أمريكا بتحقيق استقصائي يتعلق بالحادثة، وفي حلقة هذا الأسبوع والتي أذيعت عصر أمس كشف بعض ضباط المخابرات -دون الكشف عن هوياتهم- عبر برنامج (Bandhigga VOA) عن مقتل إكرام تهليل بإقليم شبيلي السفلى.
وبعد ساعات من تصريح الضباط، أعلنت وسائل إعلام حكومية مقتل إكرام تهليل رسميًا على يد حركة الشباب حسب بيان صادر من جهاز المخابرات.
ولم يكشف الجهاز تفاصيل الحادثة، وكيف وقعت إكرام في قبضة حركة الشباب رغم ذهابها في مركبة تابعة للجهاز، وفي منطقة آمنة تخضع لسيطرة الحكومة. كما لم تعلق حركة الشباب عن الحادثة بعد.
استنكار شعبي للتبرير الحكومي
فجعت فئات مختلفة الشعب الصومالي بمقتل إكرام تهليل، وبأجواء من الحزن والدهشة ندد الكثير من السياسيين والصحفيين بموقف الحكومة الصومالية من الحادثة، وفي أذهانهم مجموعة من التساؤلات؛ كسبب عدم إعلان حركة الشباب ضلوعها بالعملية، فقد اشتهرت الحركة بإصدار تقرير يشمل عملياتها بشكل أسبوعي، إلا أنها -حتى الإن- لم تصدر تعليقًا حيال الحادثة.
وقد اتهم السياسي المرشح للرئاسة عبد الرحمن عبد الشكور فهد ياسين وجهاز المخابرات بخطف إكرام تهليل، بينما أشار النائب في مجلس الشعب مهد صلاد علنًا بقيام مدير جهاز المخابرات بقتل إكرام تهليل ودفنها بالعاصمة مقديشو.
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة تنديدًا واسعًا لضعف الأجهزة الحكومية في تقدير حجم المأساة، ما تسبب بمقتل شابة من خيرة الكفاءات الوطنية في مجالها، وقد خدمت وطنها لسنوات وبمناصب مختلفة.
كما زادت هذه الفاجعة المروعة من الغضب الشعبي تجاه جهاز المخابرات، ودعا كثير منهم رئيس الوزراء إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمحاسبة المسؤولين.