اندلعت في الأيام الأخيرة مظاهرات حاشدة شهدتها مقاطعة أفجوي بعد صدور أمر يقضي بإخلاء وتدمير حيين سكنيين في المقاطعة، وقد توافدت الحشود الغاضبة في حي “وانجيلى” رفضًا لقرار محكمة بيدوا بإقليم جنوب غرب الصومال، وذلك بعد مطالبة ابنة الرئيس الراحل محمد سياد برى بملكية تلك الأراضي.
وقد بدت المقاطعة خلال اليومين الماضيين كمدينة أشباح، إذ تم إغلاق كافة المحلات التجارية بسبب الحالة الأمنية غير المستقرة.
وقد أعرب بعض التجار وعلماء الدين وزعماء العشائر عن رفضهم التام لقرار المحكمة بتدمير تلك الأحياء والتي تضم قرابة 500 منزل.
وقال أحد أعيان العشائر: “لقد تظاهر المحتجون للتعبير عن المعاناة التي فرضت عليهم وقد كانت مظاهرة سلمية، وأطالب بالعدالة لسكان الأحياء التي شملها الهدم”. وذكر بأنه قد تم إخلاء عدد من المنازل في عدة مناطق من المقاطعة في وقت سابق، مؤكدًا بأن من يقوم بتهجير أبناء المقاطعة هم أشخاص لا ينتمون إليها، ويستخدمون الأموال للحصول على منافع شخصية دون النظر إلى مصير مئات العوائل المهجرة.
وتحدث أحد تجار المقاطعة عن أمر الإخلاء قائلًا: “باسم تجار المقاطعة، نناشد الحكومة بالتدخل العاجل في الأزمةـ، لقد تسبب الظلم بانهيار البلاد سابقًا، ولن تقوم للدولة الصومالية قائمة إذا استمر الظلم، كما نطالب بتعويض المهجرين ونقض قرار المحكمة الصادر بتدمير أحياء جديدة”. ووجه المسؤولين إلى تحري العدالة ووضع مصير المهجرين بعين الاعتبار، وأعرب السكان عن رفضهم لمثل تلك التجاوزات التي تسيئ إلى وحدة الأمة الصومالية. مؤكدين بأنهم لن يصمتوا في وجه الظلم والتعدي.
وقد كان من المقرر تدمير حي “وانجيلى” في منطقة 21 من أكتوبر بمقاطعة أفجوي اليوم، في حين تشهد المدينة توترًا أمنيًا ونشاط لمجموعات وميليشيات مسلحة رافضة لقرار المحكمة.
وقد رفع أبناء الرئيس الراحل سياد برى قبل عدة سنوات قضية لاستعادة الأراضي وهو ما رفضته محكمة بنادر لكون تلك الأراضي منحت كهبة من الرئيس الراحل إلى أبنائه وبصفة غير شرعية، وقد استغل الأبناء وصول الرئيس فرماجو للحكم -بسبب انتمائه لعشيرتهم- وقربه من رئيس ولاية جنوب غرب للمطالبة بملكية الأراضي.