تنتقل الصراعات الداخلية الإقليمية والدولية من العراق إلى اليمن والقرن الأفريقي، ويكون باب المندب هدفاً لجميع المتصارعين.
منذ العام 2011، ومع بداية الاحتجاجات في العديد من البلدان العربية، قررت تركيا الانفتاح على أفريقيا، ورسمت ثلاثية الحضور: بناء القواعد العسكرية، تعميق العلاقات التجارية، الحضور الناعم دبلوماسياً وإنسانياً وإعلامياً.
في مارس 2017، افتتحت القاعدة العسكرية التركية في مقديشو، بمساحة 4 كم، وأصبحت الآن أهم قاعدة عسكرية لتركيا خارج أراضيها.
وتجارياً أصبح الصومال نافذة تركيا لكل أفريقيا، وأصبحت رحلات الطيران بين مقديشو وإسطنبول، بشكل يومي. كما برز التواجد التركي في جيبوتي بميناء “دوراليه”، أهم موانئ منطقة القرن الأفريقي.
وفي مجال القوة الناعمة، توسعت تركيا في 41 سفارة في أفريقيا، بعد أن كان لها 13 سفارة، وضاعفت عدد المنح الدراسية لمنطقة القرن الأفريقي، وفتحت عشرات المنصات الإعلامية باللغات الأفريقية وخصوصاً الصومالية والأمهرية، ودبلجت المسلسلات التركية لهذه اللغات، بهدف إعادة رسم الصورة الذهنية لشعوب أفريقيا عن الحكم العثماني.
تحمل تركيا طموحات وأحلام العودة لمنطقة القرن الأفريقي بشكل خاص، وتتحالف مع طهران والدوحة في العمل معاً للوصول إلى باب المندب.
في أغسطس 2019، وقعت موانئ قطر اتفاقاً مع الحكومة الصومالية، لاستثمار ميناء “هوبيو” الهام بالصومال، الذي يبعد 963 كم عن باب المندب، وعلى بعد مئات الكيلومترات من الحدود البحرية مع اليمن.
وتقول المعلومات إن قاعدة عسكرية قطرية ستقام في منطقة “هوبيو” في إقليم مدج بالصومال.
أما إيران فقد كان تهديد أمن باب المندب إحدى أهم أوراق ضغطها على خصومها في المنطقة، والرد على ضغوط المجتمع الدولي، وهذا يحتاج لوقفة خاصة.
الانفتاح التركي على أفريقيا كان جزءاً من الاهتمام بالبحر الأحمر وباب المندب، بحكم الأهمية الجيواستراتيجية، وبحكم أن غالبية الدول المحيطة بالبحر الأحمر كانت مستعمرات عثمانية.
لذلك سعت تركيا للتواجد في بحر العرب وخليج عدن، وعلى طول الساحل الصومالي، تحت عنوان مكافحة القرصنة.
إنه سباق محموم يعكس رغبة العديد من البلدان، بما فيها الدول الكبرى، للحضور في باب المندب.
تعود تركيا إلى اليمن من ذات الأبواب التي دخلت منها إلى أفريقيا، وتستخدم نفس المسارات، وضمن تحالف يضم إيران وتركيا وقطر.
هذا الحلف الذي تناور سلطنة عمان للتماهي معه أو الرضا عن تحركاته، كان ومايزال باب المندب هدفاً استراتيجياً له.
الأشهر الباقية من عمر عام الكوارث 2020، هي الأخطر على منطقة القرن الأفريقي وباب المندب.. لماذا؟
ترأست تركيا قيادة قوات المهام المشتركة “CTF-151” لمكافحة القرصنة في خليج عدن، وقبالة سواحل الصومال في المحيط الهندي.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أنها تتولى قيادة المهام المشتركة، من 25 يونيو وحتى 10 ديسمبر 2020.
الأمر لم يأتِ اعتباطاً، بل ضمن مشروع مدروس يكشف أن التدخل التركي في اليمن اكتملت أركانه، وتوفرت بيئة عمله من بحر العرب وخليج عدن والقاعدة العسكرية في الصومال.
من القاعدة التركية في مقديشو يتم إعداد الخطط، ومنها ستهب الرياح التركية على اليمن ومنطقة الخليج عموماً.
يمر من باب المندب 5 ملايين برميل يومياً من النفط الخليجي، والسؤال الذي يظل حاضراً: أين هي بلدان كالسعودية والإمارات، مما يجري من صراع على باب المندب؟
ذاك سؤال له وقفة أخرى.
*نقلاً عن يمن سايت