وسط أعمال العنف والإرهاب، لطالما طفت الدوحة على السطح، بتحركاتها الخبيثة الرامية إلى تكريس الخراب والفوض، فلا خير مأمول أو هدوء واستقرار مرتقب رفقة الأجندة القطرية إذا حضرت على الساحة الصومالية.
ويبدو أن الانفجار الأخير الذي استهدف فندقًا بالعاصمة مقديشو، جاء كاشفًا لما تدبره وتديره قطر في الصومال، من أجل إفشال توحد القبائل ضد الرئيس الحالي الموالي لقطر محمد عبدالله فرماجو وكافة رجال الدوحة من كافة القطاعات والأقاليم، وذلك بعد عقدهم مؤتمرًا في مدينة طوسمريب.
التحايل على “طوسمريب 3”
في تطور لافت وفارق، أعلنت أكبر قبيلتين في الصومال بعد مفاوضات ضخمة على مدار شهرين بمدينة طوسمريب عاصمة ولاية غلمدغ، تضامنهما وتحالفهما معا لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وكذلك الرئاسية بالتوافق، وإنهاء الوصاية القطرية المفروض عبر الرئيس الحالي الموالي لها محمد عبدالله فرماجو.
وأصدر مجلس قيادة قبائل “هبرغدير” بيانا قدم فيه تهنئته ودعمه لنتائج وقرارات مؤتمر عشائر “مودولود” الثالث الذي عقد في مقديشو في الفترة ما بين 3 إلى 5 من أغسطس الجاري.
وأشاد مجلس قبائل هبرِدِير -في بيانه- بثلاثة أمور أساسية توافقت عليها قبائل مودولود، وهي: بناء مجلس قيادي لعشائر مودولود، وتفعيل تشكيل إدارة ومقام إقليم بنادير الذي يضم العاصمة مقديشو، وذلك بالتشاور مع كافة قطاعات المجتمع المعنية، وإجراء الانتخابات القادمة في موعدها ووفق أسس توافقية وعدم تأجيلها.
وعقدت قبائل مودولود مؤتمرًا تشاوريًا ناقشت فيه قضايا المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد والمشكلات والمواجهات المتوقعة إذا ما أصر الرئيس الحالي الموالي لقطر فرماجو على البقاء في الحكم بعد انتهاء فترته الرئاسية مطلع العام المقبل.
وبنتائج المفاوضات، انقلبت الطاولة على رئيس البلاد محمد عبدالله فرماجو، وفرضت نظام الاقتراع غير المباشر بنظام 4.5 العشائري، في الانتخابات المقبلة الذي يرفضه فرماجو بسبب أطماعه في التمديد لمدة عامين وتأجيل الانتخابات، وهو من شأنه إنهاء وصاية قطر على الصومال.
ويسعى الرئيس فرماجو إلى التحايل على مخرجات اجتماعات طوسمريب برعاية قطرية عبر اختراق المعارضة والعمل على تشكيل حكومة ائتلافية ضمن مساعيه في تثبيت نفسه على رأس السلطة.
وتعمل دائرة فرماجو التي يتزعمها رئيس الاستخبارات فهد ياسين، رجل قطر في الصومال، على الخطة “ب” بعد إنهاء اجتماع “طوسمريب 3” على أحلام الرئيس بالتمديد وتأجيل الانتخابات برفض محلي ودولي.
وتتمثل الخطة “ب” في المساومة على منصب رئيس الوزراء لتشكيل حكومة ائتلافية واختراق صف القوى المعارضة السياسية “الأحزاب والولايات الإقليمية” لكن المحاولة الأولى يبدو أنها باءت بالفشل.
والتقى ياسين مع زعيم حزب “الاتحاد لأجل السلام والتنمية”، الرئيس السابق حسن شيخ محمود، الليلة الماضية، في مقديشو لمناقشة الوضع السياسي في البلاد.
تأجيج العنف والإرهاب
وقد ثارت الأسبوع الماضي، الأوضاع في الصومال ضد قطر، حيث حمَّل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدوحة مسؤولية التفجير الذي استهدف فندقًا في الصومال، وراح ضحيته 10 أشخاص وأدى إلى إصابة 30 شخصًا، حيث أفادت التحقيقات بأن مسلحين اقتحموا فندقًا فخمًا على شاطئ البحر في مقديشو.
وعقب ذلك، أعلنت حركة الشباب المسلحة، المدعومة من قطر، تبنيها الهجوم على فندق إليت في شاطئ ليدو، والذي بدأ بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة، واشتبك مسلحوها في وقت لاحق مع قوات الأمن.
وسعى النظام القطري بالتعاون مع نظيره التركي بكل السبل إلى طرق أبواب الإرهاب في الصومال، لدعم مصالحه ومساعيه الإجرامية، والتي تم فضح أغلبها، ولعل أبرزها العام الماضي، حينما فجرت صحيفة “نيويورك تايمز”، مفاجأة ضخمة بنشرها تسجيلًا صوتيًّا لمكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، تثبت تورط الدوحة في العمليات الإرهابية بالصومال.
كما دعمت حركة الشباب الإرهابية في هجمات عدة في مدينة بوصاصو ومناطق من الصومال، بما فيها العاصمة مقديشو، حيث سبقها العديد من الهجمات والكوارث.