الوعي السياسي هو أن يشعر الإنسان بأنه ينتمي إلى مجموعة تشاركه، وغيابه يؤدي إلى عدم تفاعل أفراد المجتمع مع القضايا ذات الأهمية الوطنية، من هذا المنطلق اخترت المقال في الوعي السياسي لدي المجتمع الصومالي، وهذا المقال يكمل المقال قبله الذي يحمل بنفس العنوان أعلاه، أري عزوفاً لدى جيل المستقبل، نظراً لانشغالهم باهتمامات أخرى، وحرصت خلال هذا المقال على الإجابة عن سؤال كيف يمكننا أن نخلق وعياً سياسياً لدى الجيل الحالي والمستقبل .
المشكلة الحقيقية التي تواجه مفهوم السياسة، هو انعدام مفهوم المصلحة العامة في ثقافة مجتمعنا، أو أن دلالة مفهوم المصلحة تؤشر معنى سلبياً أو لا أخلاقي! وهنا تكمن إشكالية سوء الفهم التي تنعكس على ممارسة العمل السياسي.
وأن التعدد الفكري في المجتمعات صحي من أجل نهضته يعتبر من السنن الكونية التي لاتتغير ولا تزال، وندعوا ألا تشكل لسياسة الهم اليومي للمواطن الصومالي.
فإن الضعف في الوعي السياسي هو نتيجة لتراكمات الماضي وعقد الحاضر غالبا ما يقسم المجتمع إلى فئتين: فئة تدعم النظام السياسي من دون رؤية نقدية لسياساته وقراراته، وفئة تعارض النظام السياسي ولا تثق به وتسعى إلى تغييره بالوسائل المتاحة، وفي ظل هذه الجدلية والانقسام يسود التعصب ضد الرأي السياسي المخالف.
المجتمع يحتاج إلى صناعة وعيه في قضاياه الخاصة، التي تشكل همه اليومي، قوته وحقوقه، حاضره ومستقبله، حقوقه قبل واجباته، يحتاج لتعزيز الهوية الوطنية التي من أجلها سيذهب ليقترع ويختار الأفضل ولو على حساب أخيه وابن عمه.
يخلق الوعى السياسى في المجتمعات المتقدمة تغيرات ثقافية وأخرى سياسية وأيضا إجتماعية وبالتالى يخلق تغييرا فى الوعى السياسى للفرد والمجتمع، كما يُعتبر الوعي السياسي كمصطلح علمي: هو إدراك الفرد لواقع مجتمعه ومحيطه الإقليمي والدولى، أو الإدراك الصحيح لمجريات الواقع السياسي ولما يحصل فيه من أحداث وتطورات وتقلبات ومحطات.
وقد يقول البعض إن الوعي السياسي جزء من الوعي الاجتماعي، والفهم العام للسياسة صحي، وأنا اتفق مع هذا الرأي، لكني أختلف مع تبنيه والبناء عليه بفرض السياسة كـهم يومي وفرض أساسي على أفراد المجتمع، فالتعدد الفكري وتنوع الاهتمامات صحي لأي مجتمع.
أن الوعي السياسي هو أكثر من ثقافة سياسية أو مجرد المشاركة أو تكوين رأي وحوار وانشغال بقضايا المجتمع، ويعد الوعي السياسى من ضرورات المجتمعات الساعية للتطور والنمو، إذ أن الوعي يمهد الطريقة لمعالجة المشكلات المتأصلة بوسائل علمية، ويجب أن يتسم الوعي بالمرونة والقدرة على التكيف مع الأحداث والمتغيرات، ويجب أن يكون قائما على احترام الرأي الآخر والقبول به ومحاورته.