لم تقتصر نشوة السيطرة على الحكم في أفغانستان على طالبان، فسقوط كابول قد يفتح شهية الشباب الصومالية، وسط مخاوف تسود هذا البلد الأفريقي.
فسيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان، الأحد، أثارت مخاوف خبراء أمن بالصومال، في ظل تشابه الوضع بين البلدين اللذين يستعينان بقوات دولية في حماية المؤسسات الحكومية والدفاع عن المدن الرئيسية.
كما يثير استيلاء طالبان السريع على أفغانستان مخاوف من أن يشجع الجماعات المسلحة الأخرى التي تقاتل في جميع أنحاء العالم، على غرار حركة الشباب في الصومال، على الخطوة نفسها.
ويقول خبراء أمنيون إنه إذا حاولت البعثة الدولية في الصومال تسليم الأمن إلى الحكومة في الوقت الحالي، فإن العالم يمكن أن يرى تكرار تجربة ما حدث في أفغانستان.
وقال عبد السلام غوليد، مسؤول سابق في المخابرات الصومالية، إن بلاده “قد تواجه وضعا مماثلا لأفغانستان إذا لم تعالج الحكومة اعتمادها على القوات الأجنبية في حماية أمن البلاد”.
وأضاف أنه “على الرغم من أن الشباب لم تكن لديها القدرة العسكرية التي تمتلكها طالبان، فلا شك في أنها لن تتخلى عن تحفيز عناصرها بما حدث في أفغانستان”.
وأوضح غوليد أن القوات المسلحة الصومالية تسيطر الآن وتتحمل المسؤولية عن الأمن في معظم مناطق البلاد، بدعم من قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي.
وتأتي تصريحات غوليد بعد يوم من احتفال وسائل إعلام موالية لحركة الشباب بسقوط الحكومة الأفغانية واستيلاء طالبان على السلطة.
جدير بالذكر أنه في شهر أبريل/نيسان المنصرم، تولت القوات المسلحة الصومالية قيادة العمليات العسكرية ضد “الشباب” وفق خطة الانتقال الأمني التي وافقت عليها الحكومة وبعثة الاتحاد الأفريقي (أميصوم).
والخطة عبارة عن استراتيجية تقوم من خلالها قوات حفظ السلام الأفريقية بتسليم المسؤوليات الأمنية تدريجياً لوكالات الأمن الصومالية قبل خروجها من البلاد، كما تتضمن الخطة الموقعة في 2018، خفض عدد القوات الأجنبية بالبلد الأفريقي.
وبحسب إحصائيات رسمية، أعلن عنها الجيش الصومالي، قُتل أكثر من 250 من عناصر الشباب في عمليات عسكرية دون مساعدة أميصوم، في خطوات بثت الطمأنة لدى الخبراء الأمنيين بقدرة الجيش الصومالي على تصديه لمليشيات الشباب في حال انسحاب مفاجئ للقوات الأجنبية من البلاد.
لكن هذه الطمأنة لم تكف، حيث دعا هؤلاء الخبراء إلى تسليح الجيش النظامي لتأكيد تفوقه ميدانيا على تنظيمي داعش والشباب الإرهابيين.
وفي مقابلة صحفية رفض مستشار الأمن القومي الصومالي عبدي سعيد علي، بشدة، مقارنة الوضع في مقديشو وكابول، أو الجيش الصومالي مع القوات الأفغانية.
ورأى أن “طالبان والشباب لا تتشابهان في الحسابات الدولية، إذ ترتبط مليشيات الشباب مع تنظيم القاعدة الذي يخوض حربا وجوديا ضد العالم”.
وفي عام 2001، طردت القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي حركة الشباب من مقديشو، لكن الحركة الإرهابية تواصل تنفيذ هجماتها داخل البلاد، وتوقع مئات القتلى والجرحى.
ومؤخرًا، هددت الحركة الإرهابية بعرقلة الانتخابات المقبلة في الصومال، محذرة مندوبي القبائل من المشاركة في هذا السباق، لكن الجيش الصومالي كثف عملياته ضدها لخفض تلك التهديدات.