ممثل الأمم المتحدة في الصومال يؤكد وجود تقدم كبير منذ توقيع اتفاقية تنفيذ الانتخابات ويوجه دعوة لجميع الاطراف
أبلغ الممثل الخاص للأمم المتحدة في الصومال مجلس الأمن أنه لضمان تقدم عملية الانتخابات في البلاد، ستكون هناك حاجة إلى أن تبذل جميع الأطراف المعنية جهودا متواصلة، وأن يظهر الموقعون على اتفاق 27 أيار/مايو قيادة مستمرة.
وفي إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن يوم الخميس، في نيويورك، قال جيمس سوان إنه مسرور بالإبلاغ عن إحراز تقدم كبير منذ إحاطته الأخيرة إلى المجلس – قبل يومين من توقيع اتفاقية تنفيذ الانتخابات في 27 أيار/مايو، بين رئيس الوزراء محمد حسن روبلي وقادة الولايات الأعضاء الفيدرالية.
وقال سوان إن رئيس الوزراء أظهر قيادة قوية ومبادرة في دفع العملية قدما. وقد عقد المجلس الاستشاري الوطني، الذي يضم رئيس الوزراء وقادة الولايات الأعضاء الفيدرالية، اجتماعات وحوارات منتظمة حول القضايا الرئيسية المتعلقة بتنفيذ الاتفاقية.
وأشار سوان إلى أن الأمم المتحدة تعمل بشكل وثيق مع مكتب رئيس الوزراء ولجان إدارة الانتخابات على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات بشأن تنفيذ اتفاق 27 أيار/مايو والتحضير للانتخابات. ويشمل ذلك توفير الدعم الفني واللوجستي، فضلا عن تنسيق المساعدة المالية الدولية.
وقال الممثل الخاص أيضا: “الاستعدادات لتأمين الانتخابات أساسية بسبب التهديد المستمر الذي تشكله حركة الشباب.”
وأوضح ذلك بالقول: “حركة الشباب تواصل الهجمات الإرهابية وعمليات التمرد، بما في ذلك عن طريق تطويق المجتمعات، خاصة في ولاية جنوب غرب الصومال.”
زيادة مقلقة في العنف ضد الأطفال
وقد سجلت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال (أونسوم) حتى الآن في عام 2021 تقارير عن سقوط 708 من الضحايا المدنيين (321 قتيلا و387 جريحا)، يُعزى معظمها إلى حركة الشباب.
وأضاف جيمس سوان يقول: “هناك أيضا تسجيل زيادات مقلقة في أعمال عنف جنسي وانتهاكات ضد الأطفال، ولا يزال ذلك يشكل مجالا ذا أولوية بالنسبة للأمم المتحدة.”
كما حذر الممثل الخاص من أن الحالة الإنسانية في الصومال لا تزال متردية. ومن المرجح أن يؤدي التأثير المشترك للنزاع وتغير المناخ، بما في ذلك حالات الجفاف والفيضانات المتكررة، وكذلك كـوفيد-19، إلى زيادة تفاقم انعدام الأمن الغذائي.
وقال سوان: “يساهم تغير المناخ في الأزمة الشديدة في الصومال، بما له من آثار سلبية محتملة على الاستقرار والأمن، فضلا عن الوضع الإنساني والتنموي. وقد أقر المجلس بالآثار السلبية لتغير المناخ على الصومال، وتواصل الأمم المتحدة العمل على مستوى الحكومة الفيدرالية وقادة الولايات الأعضاء الفيدرالية لفهم هذا الأمر وتخفيفه وإدارته بشكل أفضل.”
بحسب الأمم المتحدة، ثمة زيادة مقلقة في نطاق وشدة العنف الجنسي في الصومال.
وفد رفيع المستوى يزور النازحين
قام وفد رفيع المستوى مكون من وزراء الحكومة الصومالية ومسؤولين في الأمم المتحدة بزيارة صوماليين نازحين لجأوا إلى بلدة هودور المحاصرة، والتي تقع على بُعد حوالي 350 كيلومترا شمال العاصمة مقديشو، لتقييم الاحتياجات الإنسانية للسكان.
ويرأس الوفد وزير الدولة للشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في ولاية جنوب غرب الصومال، عبد الناصر عروش، ويتضمن الوفد أيضا مدير عام وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث الصومالية أحمد أبو بكر أحمد، ومفوض منطقة هودور، محمد معلم أحمد، ومسؤولين من الأمم المتحدة.
وزار الوفد عددا من مواقع النازحين داخليا، ومرفق رعاية صحة الأم والطفل ومركز للتغذية ومحطة ضح المياه، كما تفاعل مع العائلات النازحة.
تحديات تواجه النازحين وضرورة إيجاد الحلول
دعا عروش إلى توسيع نطاق التدخلات، قائلا: “يواجه هؤلاء النازحون العديد من التحديات. أجبروا على الفرار من ديارهم التي عاشوا فيها لسنوات عديدة وكان لهم مصدر رزق الآن، ليس لديهم مأوى مناسبا، ولديهم القليل من الطعام في المدينة بسبب الحصار.”
يوجد في الصومال أحد أكبر الأعداد من النازحين في العالم. فقد نزوح حوالي 2.9 مليون شخص – ما يقرب من 25 في المائة من السكان.
وقد أعطى المجتمع الإنساني الأولوية لمساعدة أربعة ملايين من الأشخاص الأكثر ضعفا في الصومال في عام 2021.
وقالت مسؤولة الاتصال والتنسيق الاستراتيجي في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أولغا شيريفكو، إن الوضع قد يزداد سوءا إذا لم يتم حشد موارد إضافية قريبا: “الفجوات الموجودة بالفعل يمكن أن تتسع بسبب فرار المزيد من الناس من الصراع والجفاف.”
وتسعى خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021 الحصول على 1.09 مليار دولار لتقديم المساعدة المنقذة للحياة ودعم سبل كسب العيش للأشخاص الأكثر تضررا. ومع ذلك، لا يتوفر سوى 432 مليون دولار (40 في المائة) من التمويل المطلوب وهو أدنى مستوى في ست سنوات.