شهدت العاصمة الصومالية مقديشو هطول أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية، أدت إلى غرق الشوارع والتقاطعات الرئيسية، وهو ما قطع أوصال المدينة وحول بعضاً من أجزائها إلى مناطق عائمة بالمياه، فضلاً عن إغلاق محال تجارية على طول الشوارع التي أغرقتها المياه عن آخرها، وخاصة حي هدن جنوب العاصمة مقديشو، بينما دمرت مياه الأمطار شوارع رُممت أخيراً من قبل بلدية مقديشو، وتقدر تكلفتها المالية نحو 10 ملايين دولار أميركي.
هذا وفاقت خزانات مياه الصرف الصحي الأرضية قدرة استيعاب مياه الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى تكدسها في الشوارع والساحات وتسببت بأضرار للمساكن المجاورة لها.
وانتقد عدد من السياسيين والصحافيين بلدية مقديشو بتقصيرها في الحد من تجمعات المياه في شوارع مقديشو، وبذل المزيد من الجهود لاحتواء مخلفات المياه في الشوارع وفي الساحات العامة.
وقال النائب في البرلمان الصومالي عبدالرحمن أدواي في صفحته على فيسبوك إن من حق أصحاب السيارات، وخاصة مركبات الأجرة، الحصول على ممرات وشوارع نظيفة، مقابل الضرائب الشهرية المفروضة عليهم.
ومن جهته، أكد رئيس إقليم جلمدغ السابق محمد أحمد حاف في تصريح صحافي أن مياه الأمطار المكدسة في شارع هدن يمكن أن تسبب أزمة نزوح في هذا الحي بسبب المياه التي قطعت الطريق، وحالت دون وصول العديد من السكان إلى وجهاتهم بسهولة.
من جانبه، قال رئيس بلدية مقديشو عمر محمود فنش لوسائل الإعلام المحلية إن مياه الأمطار عطلت حركة المرور في شوارع العاصمة، مشيرا إلى أن بلدية العاصمة تحاول جهدها لتشغيل المزيد من الصهاريج، من أجل سحب مياه الأمطار من الشوارع.
ووفق مراقبين، فإن العاصمة مقديشو تعاني نقصاً في استكمال جهود إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الحرب الأهلية؛ حيث لا تزال خدمة الصرف الصحي شبه غائبة، إذ تعرضت أنابيبها التي كانت تنقل المياه العادمة من الشوارع إلى شواطئ مقديشو للدمار ولم ترمم بعد.
وتمكنت هيئات حكومية فقط بالتعاون مع هيئات تركية من ترميم الشوارع الرئيسة في العاصمة.
وبحسب الهيئة العامة للأرصاد في مقديشو، يتوقع هطول مزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، والتي تتسبب في غرق المدن الكبيرة، فضلاً عن آثارها السلبية على المزارعين، بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر شبيلى، ما يؤدي إلى فيضانه في القرى المحيطة به وتلف المحاصيل الزراعية.
وقالت منظمات أممية في إبريل/ نيسان الماضي إن مياه الفيضانات أجبرت 400 ألف شخص في مدينة جوهر (90 كلم شمال مقديشو) على النزوح من منازلهم بسبب مياه الفيضانات.