إمكانية الطاقة المتجددة في الصومال
يتربع الصومال على أطول ساحل في القارة السمراء، بخط طول يتجاوز 3200 كم، ويتحصل على ما يقارب 10 ساعات من أشعة الشمس يوميا، غير الإمكانيات الهائلة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية البرية، ومع ذلك كله، لا يمتلك الصومال شركة وطنية للكهرباء، وتعتمد بشكل أساسي على الوقود والخشب والفحم لتلبية احتياجاتها من الطاقة، مما أدى الى أضرار جسيمة بالبيئة والأنسان هناك، فهل حان الأوان الى التوجه، وبالشكل جاد الى الاستثمار في الطاقة الخضراء في الصومال؟
ففي العاصمة مقديشو, مثلا, تعتبر سعر الطاقة الأعلى عالميا, تساوي اكثر من ثلاث أضعاف السعر العالمي, وتعتمد شركة الطاقة الخاصة على الديزل المستورد لتلبية احتياجات المدينة من الطاقة, بينما يأملون الى الانتقال التدريجي الى مصادر الطاقة البديلة (النظيفة), المهندس عبدالعزيز, والذي يعمل في بلو سكاي باور, تحدث عن التحديات التي تواجه الشركة في هذا الشأن, قائلا أن نقص الاستثمار يعتبر عائقا كبيرا في التوجه الي تلك المصادر الأكثر أمانا وحفاظا على البيئة, وأضاف المهندس, أن قطاع الطاقة الشمسية جديد نسبيا في الصومال, مع توفر الكوادر البشرية التكنلوجيا أكثر من ذي قبل, ولايزال عبدالعزيز متفائلا من الانتقال بشكل كلي الى الاستفادة من الطاقة المائية والبرية في الصومال قريبا والتغلب على التحديات القائمة.
في خطوة ريادية، قام تكتل من الشركات الخاصة في الصومال، الى إنشاء ما يسمى الآن، جمعية الطاقة الخضراء الصومالية، أو SOGEA اختصارا، للمساعدة في توجه قطاعي العام والخاص نحو مصادر الطاقة المتجددة، يقول بشير سوفي، مؤسس شركة دلسن باور، ورئيس مجلس التكتل السابق، أن المجموعة تواجه عقبات وتحديات جمة في الفترة الحالية، منها نقص الحوافز والاستثمار الحقيقي الجاد، من قبل الحكومة المركزية والمجتمع الدولي.
وأضاف السيد سوفي، متى ما انخرطت البنوك والجهات المانحة في مشاريع الطاقة المتجددة، وتمكنا من الحصول على التمويل اللازم، فيمكن للصومال بان يصبح مركزا إقليميا وعالميا للطاقة المتجددة، وان يتعافى اقتصاديا بشكل سريع.
وفي توجه حكومي فيدرالي، قال احمد دوبو، مدير مكتب ترويج للاستثمار في الصومال، والمكتب المكلف بجهود تنفيذ الطاقة المتجددة، أن الصومال يتمتع بمصادر هائلة من الطاقة المتجددة، على سبيل المثال لا الحصر، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأضاف السيد دوبو، إن سرعة الرياح تعتبر الأسرع في العالم، ويمكنها أن تولد كميات كبيرة من الكهرباء، وبالتالي إمكانية بيع تلك الطاقة الى دول الجوار، مما يساهم في أنعاش الاقتصاد الصومالي.
وفي دراسة أجراها البنك الإفريقي للتنمية عام 2018م، خلُص الى أن الصومال لديه أعلى أمكانيات من أي دولة أفريقية من الطاقة الرياح البرية، إذا استغلت بشكل جيد، بينما يتجه العالم بشكل متسارع نحو الطاقة المتجددة، يأمل القائمون على مشاريع الطاقة الخضراء أن يوكبوا العالم من حولهم، لتوفير خيارات أفضل للمصادر الطاقة الصديقة للبيئة.