لماذا أعادت إدارة فرماجو مسؤولي المخابرات الذين فصلهم روبلي الى العمل في الوكالة من جديد؟
في تحدٍ واضح لقرارات رئيس الوزراء المؤقت السيد محمد حسين روبلي، أقدمت إدارة الرئيس فرماجو على إعادة مسؤولي المخابرات السابقين، والذين تم إعفاؤهم من مناصبهم من قبل السيد روبلي في الأسابيع الماضية لمضايقاتهم المستمرة لمرشحي منصب الرئاسة في الصومال، ومنعهم من السفر الى الولايات الإقليمية في خضم حملاتهم الانتخابية.
وكان من بين هؤلاء المبعدين من عملهم في الوكالة الأمن القومي، السيد عبد الله كولاني نائب مدير الوكالة، والسيد عبد الوهاب شيخ، مسؤول الوكالة في مطار مقديشو الدولي، وخلال الأيام الماضية تمت أعادتهم الى الوكالة بأمر من الرئيس فرماجو الى مدير الوكالة الحالي السيد فهد ياسين، ولكن في مناصب مختلفة في الوكالة، فقد تم تعيين السيد كولاني مساعدا لشؤون السياسية والأمنية، والسيد شيخ مديرا للتخطيط والشؤون التقنية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعتبر اعتداءً على هيبة رئيس الوزراء وتقويضا للجهود التصالحية التي يقودها للتحضير للانتخابات العامة في شهر أكتوبر القادم، وبدأت تتضح ملامح الصراع بين روبلي وفرماجو بشكل صارخ في الآونة الأخيرة، حيث يسعى الأخير الى تعيين أعوانه في اللجان الانتخابية، وتضييق الخناق على خصومة السياسيين، وبينما تصب جهود روبلي في إشراك جميع الأطياف السياسية في العملية الانتخابية.
ويحظى روبلي بقبول واسع بين السياسيين الصوماليين وأعضاء المجتمع المدني وزعماء العشائر، ولاقت جهودا ترحيبا قويا بين مكونات الشعب الصومالي العريض، بينما ينظر الى الرئيس فرماجو بعين الريبة والحظر من قبل الجميع، ماعدا قلة من أعوانه ومسؤولين حاليين في حكومته، وبالأخص بعد المناورة السياسية الفاشلة لتمديد مدة حكمة سنتين إضافيتين من قبل مجلس النواب الصومالي.
وتأتي هذه التغيرات في فترة تواجد السيد روبلي خارج البلاد، لحضور مؤتمر عن تعزيز ونشر التعليم في الدول النامية في العاصمة البريطانية لندن، ولم تصدر ي تصريحات منه حنى الساعة، ولا يعرف أذا ما تمت إحاطته بتلك التغييرات، وفي سابق حاولت إدارة فرماجو منع السيد عثمان معملو الرئيس السابق لإقليم جيذو من التوجه الى ولاية جوبا لاند.
وتركز إدارة فرماجو على أصوات إقليم جيذو، وعلى أصوات ممثلي إقليم ارض الصومالي، لتعزيز فرص فوز الرئيس فرماجو في الانتخابات المقبلة، ويرى مراقبون أن الساحة السياسية الصومالية على أعتاب أزمة جديدة تلوح في الأفق بين الرئيس فرماجو ورئيس الوزراء روبلي.