تسارعت التطورات فى الحرب الأهلية الإثيوبية، ففى الوقت الذى قطع فيه مسلحون الشريان الواصل بين أديس أبابا وجيبوتى نتيجة القتال فى إقليم الصومال، وسع آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى دائرة الحرب ضد إقليم تيجراى وأقلية “الكيمانت” بضم الآلاف من المجندين إلى القوات الإثيوبية أمس الأول.
من جانبه، أكد مصطفى محمد عمر رئيس الإقليم الصومالى فى إثيوبيا أمس أن طريقا حيويا وخط سكة حديد يربطان العاصمة الحبيسة، أديس أبابا، بميناء بحرى فى جيبوتى قد تم قطعه..
وأوضح أن مجموعة من الشباب المحتج على هجوم وقع السبت الماضى على مدينة “جيداميتو” هم من قاموا بقطع الطريق وخط السكة الحديد.
وأشار عمر إلى أن حكومته تبحث مع الشباب والسكان الأمر وأنهم يعملون لفتح الطريق وخط السكة الحديد خلال ساعات..
يذكر أن غالبية السلع التى تدخل إثيوبيا تمر عبر هذا الممر.
وكانت حكومة الإقليم قد أعلنت أمس الأول أن ميليشيا من إقليم عفار المجاور قد هاجمت ونهبت مدينة جيداميتو بمنطقة متنازع عليها فى شمال شرق إثيوبيا.
وأوضح على بديل المتحدث باسم حكومة الإقليم أن ميليشيا عفار قد قتلت مئات المدنيين يوم السبت الماضى فى جيداميتو، وتم تشريد عدد كبير كما تم نهب المدينة بالكامل تقريبا.
وقال مسئول بارز بحكومة إقليم الصومال إن المئات أصيبوا فى الهجوم.
وأكدت نشرة أمنية داخلية للأمم المتحدة القتال الدائر فى جيداميتو يوم الاثنين الماضى، مشيرة إلى وقوع عدد غير معلوم من الضحايا.
وتزامنا مع ذلك، أقامت حكومة رئيس الوزراء الإثيوبى عرضا عسكريا ضم الآلاف من المجندين الجدد بالجيش تمهيدا لمغادرتهم للتدريب مع احتمال مشاركتهم فى الصراع الدموى الدائر فى شمال البلاد منذ ٨ أشهر والذى يشتد ويستمر فى الانتشار.
وقد احتشد الشباب من الرجال والنساء فى ميدان ميسكل رافعين شعار “إثيوبيا تنادى” فى احتفال حضره كينيا ياديتا وزير الدفاع وأدانيش أبيبى نائب عمدة العاصمة.
من جهته، أوضح مكتب العمدة أن ٣ آلاف شاب انضموا حديثا لصفوف قوات الدفاع الوطنى الإثيوبية.
وقد نقلت وكالة أنباء رويترز عن بعض المجندين قولهم إنهم انضموا نتيجة احتياجاتهم الاقتصادية، وإن الجيش يقدم لهم فرصة للتخلص من البطالة.
ويأتى هذا العرض العسكرى بعدما تقدمت قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى نحو إقليم الأمهرة بشمال غرب البلاد.
فى غضون ذلك، أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة حول اللاجئين عن قلقها إزاء نحو ٢٤ ألفا من اللاجئين الإريتريين المتواجدين فى معسكرين بإقليم تيجراى، وقالت إنه قد تم قطع المساعدات عنهم ، ومن المحتمل أن ينفد الغذاء ومياه الشرب لديهم.
فى الوقت ذاته، ذكرت وكالة أنباء السودان أن ٣ آلاف إثيوبى من إقليم الأمهرة عبروا إلى السودان يوم الاثنين الماضى، واصفة ذلك بأنه العدد الأكبر الذى تستقبله البلاد منذ نشوب القتال بين الحكومة وإقليم تيجراى فى نوفمبر الماضى.
وأوضحت الوكالة أن اللاجئين الذين عبروا الحدود هم من أقلية “كيمانت” فى إقليم الأمهرة.
ونقلت “رويترز” عن كيفالى مامو أحد ممثلى لجنة الكيمانت، التى تسعى لحرية تقرير مصير الكيمانت، أن هناك قتالا دائرا بين القوات الإثيوبية ومزارعى الكيمانت.
وأضاف أنه قد تم تدمير العديد من المنازل وسرقة السيارات. لكنه لم يحدد عدد الضحايا فى القتال بسبب انقطاع الاتصالات مع المنطقة التى يدور فيها القتال.
وفى السودان، تتوقع السلطات وصول خمسة آلاف لاجئ خلال الساعات الـ ٤٨ المقبلة.
وأشار مسئول سودانى إلى أن هطول الأمطار الغزير فى إثيوبيا وفيضان نهر ستيت الذى يفصل بين البلدين قد يحد من حركة عبور الإثيوبيين الحدود، مشيرا إلى غرق ثلاثة لاجئين أمس الأول فى النهر أثناء محاولتهم العبور.
على صعيد آخر، حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية فى بيان أمس الأول من انتشار فيروس الالتهاب الكبدى بين مخيمات اللاجئين الإثيوبيين بولايتى كسلا والقضارف فى شرق السودان.
وذكر البيان أنه “فى الأسابيع القليلة الماضية، استقبلت الفرق الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود فى مخيم أم راكوبة بالقضارف 278حالة. وأضاف البيان أن مخيم أم راكوبة يسجل حاليا يوميا 15 إصابة بالالتهاب الكبدى.