الصومال اليوم

ما علاقة السفيرة البريطانية في إلغاء طريق جالكعيو – هوبيو البري في الصومال؟

أثار قادة مجتمع محليين في منطقة غالموذغ الصومالية تساؤلات عن إلغاء أُحادي من قبل السفيرة البريطانية، السيدة كيت فوستر، لمشروع بناء طريق بري بين مدينة جالكعيو ومدينة هوبيو الساحلية، المشروع الذي حظي بدعم كبير من أطياف واسعة من سكان تلك المناطق، وبالاستناد الى خطة المشروع التي اتفق عليها، تم بالفعل تشييد ما يقارب 150 كم، مع استكمال 120كم المتبقية من المساحة الكلية للمشروع. 

بدايات المشروع 

مشروع الطريق البري حظي أيضا بدعم من الجهات المانحة للصومال, وكان الهدف منه تحسين التنقل البري, وإنعاش الاقتصاد المحلي ونقل البضائع من وإلى ميناء مدينة هوبيو, ففي 19 سبتمبر من عام 2019م, التقى قادة المجتمع من تلك المناطق وبدعم من الإدارة السياسية لإقليم غالموذغ, مع كبار المسؤولين بصندوق دعم استقرار الصومال, وطلبوا رسميا المساعدة على التغلب على التحديات التي تواجه المشروع, والنقص الحاد في المعدات المطلوبة لاستكماله, وقد استضافت سفارة مملكة النرويج الاجتماع وحضره أعضاء من طاقم سفارات ووكالات إنمائية وممثلون عن البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي. 

دعم الجهات المانحة 

قادة المجتمع وأهالي المنطقة قاموا بجمع ما يقارب 6 ملايين دولار لتمويل المشروع، التقى أهالي المنطقة وقادتهم وممثلين من صندوق دعم استقرار الصومال في السفارة النرويجية، كانت الأجواء إيجابية ومفعمة بالتفاؤل، فلقد تعهد المانحون بتوفير المعدات الضرورية، وكان من أبرزهم السويد والنرويج وبنك ألمانيا الإنمائي والمملكة المتحدة وهولندا والدنمارك والاتحاد الأوربي، وبالفعل بدأت عملية الشراء، وتم الإعلان عن دعوة لتقديم عروض الأسعار وفقا لمطلعين على المناقشات، وتم تحديد الموردين. 
وفي خطوة مفاجئة، قامت السفيرة البريطانية بإلغاء أحادي لدعم استكمال الشروع وتوريد المعدات، لأسباب غامضة ومشكوك بها، على الرغم من موافقة الجهات المانحة وصندوق استقرار الصومال مسبقا، وعلى موافقة السيد آدم سميث والذي تستشيره السفارة البريطانية لتقييم مشاريعها الإنمائية في الصومال ومدى جدواها. 

تحيز ومحاباة 

القادة عبروا عن استيائهم البالغ من قرار السفيرة، وزعموا أن هذا القرار سوف يضر بصورة وسمعة المملكة المتحدة في الصومال بصورة يصعب إصلاحها في المستقبل، نظرا للحاجة الماسة لذلك المشروع لأبناء المنطقة، والذين يجدون صعوبة في التنقل البري بين المدينتين، واتهم القادة السفيرة بالتحيز ومحاباة مناطق أخرى في الصومال، لدعمها تنمويا، وهذا سوف يكون له مردود سيء على سمعة المملكة في أعين الصوماليين وخاصة سكان منطقتي غالموذغ وهير شبيلي. 

Exit mobile version