شهدت أسواق مقديشو للماشية ازدحاما شديدا لشراء الأضاحي قبيل مناسبة العيد الأضحى، وزيادة العرض على الطلب بسبب تراجع الصادرات.
ويعد سوق دينيلي أحد أشهر الأسواق في مقديشو يقصد إليه تجار المواشي لعرض أنواعها المختلفة لبيعها بينما الزبائن يأتون إلى هذا السوق المزدحم جدا أيام عيد الأضحى بشكل غير مسبوق.
أسعار الأضاحي كانت هذا العام هي الشغل الشاغل وموضع صراع بين التجار والعملاء، يقول التجار إن أسعار المواشي منخفضة جدا بسبب زيادة العرض على الطلب، بينما الزبائن يرون أن الأسعار مرتفعة لاستغلال الطلب الجيد خلال أيام العيد.
الأسعار في ثلاثة مستوياتعبدالرحيم شيخ آدم، تاجر مواشي في سوق دينيلي، يقول” إن سعر الماعز في ثلاث مراحل الأولى يتراوح بين 120-130 دولارا، الثاني 100-110 دولارات، الثالث بين 80-70 دولارا” .
ويضيف عبدالرحيم إن الخلاف بين نظرة التجار والزبائن حول أسعار الأضاحي أمر طبيعي لكن يقر في الوقت نفسه إن قيمة الأضاحي في هذا العام ارتفع مقارنة بالعام الماضي.
من جانبها، تقول منة بري كلميه، أحد زبائن هذا السوق “إن سعر الأضاحي مرتفع جدا وليس مستقرا ولا تقدر عليه سوى الأسر الميسورة أو المتوسطة، وهو مختلف ما بين تاجر وآخر بالرغم من أن العرض في هذا الموسم أكثر من العام الماضي”.
وتعرب منة إن هناك نقص في السيولة المالية ولهذا تكون الأسعار كبيرة جدا نظرا لحجم الثروة الحيوانية التي يتمتع بها الصومال لكن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد أدت إلى هذه الأوضاع .
بخلاف منة، يقول زبون آخر يدعى فرحان طاهر” إن أسعار الأضاحي كانت مناسبة جدا وأفضل من الموسم الماضي، ما جعل حركة السوق نشطة وسلسة، وكان هناك وفرة كبيرة لأنواع المواشي، كان قيمة الأضحية في العام الماضي 170 لكن هذا العام انخفض إلى 130 وهذا انخفاض كبير” .
انتعاش مهنة القصابة
وفي كل عام عند حلول عيد الأضحى، يحضر إلى السوق مقديشو، شباب جزارون مهرة يمتهنون القصابة، ويتبعون إلى منازلهم، لذبح وإعداد الأضاحي لهم مقابل أموال يجنون منها يقول بعضهم إنها تغطي نفقاتهم لمدة نصف عام.
يقول يوسف علي، جزار، “في موسم العيد يحضر في هذا السوق أكثر من 200 جزار بينما خلال الأيام يتواجد فيه نحو 30 فقط، أسعار الخدمة مختلفة ما بين 20-30 دولارا مقابل رأس واحد”.
ثروة حيوانية هائلة يقهرها كورونا
وتعد حجم الثروة الحيوانية في الصومال وفق آخر التقديرات الرسمية نحو 60 مليون رأس، ثروة اقتصادية هائلة تشكل دعامة الاقتصاد الصومالي الذي ما زال يترنح في القاع وسط غياب سياسات حكومية ناجحة تعمل على نهضته.إن جائحة كورونا ضربت قطاع صادرات الصومال إلى الدول الخليجية التي كانت قبلة الماشية الصومالية، قبل أن تفرض بعض الدول قيودا لحماية بلدانها بسبب وجود قصور من قبل التجار الصوماليين في تحصين الماشية من الحمى القلاعية .
ويقول اقتصاديون صوماليون إن الصومال قام بالتصدير الى دول الخليج، ومصر واليمن 2 مليون رأس في موسم 2019 ليتراجع هذا الرقم 200 ألف في 2020 لكن قيود إضافية فرضت من قبل بعض تلك الدول لتتراوح هذا العام ما بين 150-100 ألف.