الصومال اليوم

لماذا يجب أن لا نتحدث في السياسة؟

الآراء تنقسم عند هذا السؤال، حيث أن القسم الأول من الناس يقولون لك إن السياسة من الماجريات (وهي جمع لكلمة ماجرى والمقصود بها مايجري حولنا من أحدث) ولا توجد إي فائدة تذكر من متابعتها والحديث فيها سوى الصداع، والقلق على أمور غالبا ليست في يدك، ومن الأفضل التركيز على مافي يدك بدلاً من تشتيت نفسك. 
أم القسم الثاني فيقولون لايجب أن يتحدث في السياسية كل من هب ودب، لأن السياسة علم يحتاج إلى منطق كما قال المفكر رينهولد نايبهور والمنطق مهارة ضيقة يتمتع بها عدد قليل من الناس، لذا فإن غالبية الناس تطلق أحكام وآراء تستند إلى العاطفة أكثر من استنادها إلى الحقائق المنطقية لذا فهم يخافون على شكلك أمام الناس أن تكون (بايخ) يعني !! 
اما القسم الثالث فيقولون لك في بعض أجزاء هذا العالم الفسيح يستحسن أن لا تتحدث في السياسة لكن ولك الحق أن أصريت إلا أن تتحدث قد تكتشف أن هناك أرض يابسة وراء الشمس يذهب إليها الطيبون أمثالك ونادرا مايعودون. 

ولكن في شهر أبريل من هذا العام أكتشفت أن هناك أناس في هذا العالم لايملكون رفاهية الإختيار، الاهتمام و عدم الاهتمام بالسياسة، في الشهر نفسه كان هناك إضطراب أمني وسياسي في العاصمة مقديشو، بعد توقيع الرئيس قانون يمدد فترته الرئاسية قامت الدنيا ولم تقعد، وأصبح الجميع يتوقع نشوب حرب أهلية جديدة في العاصمة، وقتها كان علي الذهاب إلى الجامعة حيث ركبت أحدى الباصات العامة، وإنتبهت إلى أن الجميع كان يستمع إلى نشرة السابعة صباحاً،الجميع بمن فيهم طلاب الثانوية وسائق الباص، الاصوات كانت صادرة من محطات مختلفة منها العالمي والمحلي، جلست بمقعد المجاور لسيدة تلصق هاتفها النقال في أذنها تحاول إلتقاط شيء مهم وسط هذا الضجيج وهي تقطب حواجبها ، لما أنتهت سألتها ماذا يحدث فشرحت لي،ثم قالت لم نكون أقوما يهتمون في شؤون السياسة حتى طرقت المصائب أبواب بيوتنا وخرجنا منها حتى كانت هناك أوقات، نهرب فيها من بيوتنا،ونفتح الراديو ننتظر خبر وقف إطلاق النار لنعود إلى منزلنا. 

Exit mobile version