الصومال اليوم

هل خدع فرماجوا الجميع لتمديد فترته الرئاسية

كتب: المحرر السياسي

يسعى فرماجوا الي اتباع خديعة جديدة عبر الترويج لمخرجات مؤتمر طوسمريب واعتبارها قبول بالانتخابات القديمة رغم انه قام مع مناصريه من الولايات بتعديلات تمنح البرلمان الذي يعيش حالة وفاق معه المبرر لاتخاذ قرار التمديد..

ويرى الكثير من المحللين الصوماليين والمراقبين المهتمين بالشأن الصومالي ان فرماجوا خدع الجميع لاجل تمديد فترته الرئاسية ..

وكان مؤتمر طوسمريب اختتم اعماله يوم الخميس الماضي وتمخض عنه إتفاقية أُحادية توصل إليها الرئيس الصومالي مع ثلاثة من رؤساء الولايات الفيدرالية (جنوب غرب الصومال، هيرشبيلى، جلمدج) بالإضافة إلى عمدة مقديشو.

وقد أصدر المؤتمر بيانا ختاميا مفصلا يتكون من 17 بنداً تناول كافة القضايا الأساسية للانتخابات البرلمانية الصومالية القادمة على الشكل المطلوب للحكومة المركزية والتي سيتم طرحه على مجلس الشعب للمصادقة عليه.

ومن أبرز ملامح نتائج واتفاقيات مؤتمر طوسمريب:

•إجراء انتخابات برلمانية غير مباشرة مشابهة لانتخابات عام 2016 مع إدخال تعديلات فى نواحي عديدة.

بالاضافة الي إنتخابات برلمانية تتم على أساس المحاصصة القبلية ما يسمى بمعادلة 4.5.

وانتخابات برلمانية تتم عبر تعددية الأحزاب السياسية.

وترتيبات خاصة لإنتخابات النواب الممثلين للأقاليم الشمالية(صومالى لاند).

والفارق توسيع عدد المجمع الإنتخابى للنائب الواحد من 51 فى عام 2016 الى 301 فى الإنتخابات القادمة.

مع التاكيد على منح دور هام للمجتمع المدنى فى الانتخابات البرلمانية القادمة، حيث يشاركون مع شيوخ العشائر الصومالية فى تحديد الناخبين فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة. 

وجعل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات برئاسة حليمة اسماعيل (يري) محورا أساسيا فى عملية الانتخابات البرلمانية القادمة.

 وحسب مراقبين تحدثوا لـ”الصومال اليوم” فإن التداعيات المحتملة من نتائح مؤتمر طوسمريب تتمثل في تمديد غير مباشر من الناحية الفنية حيث لايمكن الانتهاء من متطلبات عقد انتخابات برلمانية بهذ الشكل.

وتفكيك ترابط رؤساء الولايات الصومالية الخمسة، حيث كانوا منظومة واحدة خلال عقد الوجه الأول والثاني من مؤتمر طوسمريب، غير أن الرئيس فرماجو نجح في تقسيمهم الى طرفين رئيسيين مختلفين.  

بالاضافة الي استبعاد دور مجلس الشيوخ الممثل للأقاليم الصومالية عن عملية الانتخابات البرلمانية القادمة، وكذلك تهميش أو تقليل دور مجلس الشعب لاحقاً وذلك على حساب رؤساء الولايات الصومالية.

ويراهن فرماجوا على تدخل مباشر من المجتمع الدولي لتقريب وجهات النظر المختلفة بين المشاركين فى مؤتمر طوسمريب والمعارضين له بما فيهم رؤساء ولايتي جوبالاند وبونتلاند.

وان نتائج هذا المؤتمر سيفتح الطريق أمام عقد اجتماعات تشاورية محتملة بين الأطراف المعنية فى السياسية الصومالية خلال المرحلة القادمة للتوصل الى صيغة نهائية للإنتخابات البرلمانية القادمة.

لكن محلليين صوماليين قالوا لـ”الصومال اليوم” ان نتائج مؤتمر طوسمريب تؤدي إلى تفاقم الأزمة القائمة بين مجلسي البرلمان الصومالي ( مجلس الشيوخ والشعب) من خلال منح مجلس الشعب حقوق المصادقة على نتائج مؤتمر طوسمريب مقابل إقصاء مجلس الشيوخ للبرلمان الصومالي.

واضاف المحلليين ان ذلك سيؤدى إلى تعجيل تعيين رئيس وزراء جديد للصومال، حيث من المتوقع ان يتم تعيينه فى الساعات القليلة القادمة، كما سيؤدى الى تحديد أدواره على تنفيذ ماتم الإتفاق عليه فى طوسمريب فقط.

 ويرى مراقبون للشأن الصومالي ان العقبات الماثلة أمام تنفيذ نتائج مؤتمر طوسمريب تتركز في غياب إثنين من أبرز رؤساء الولايات الفيدرالية ( ولايتى بونتلاند وجوبالاند).

بالاضافة الي تحفظ بعض الأحزاب السياسية المعارضة عن نتائج مؤتمر طوسمريب، ودعوتهم لفتح مزيد من الحوار حولها.

وعدم تحديد المجتمع المدني وغموض كبير فى أدوارهم فى الانتخابات القادمة.

وعدم اكتمال القوانين المنظمة للأحزاب السياسية حيث لم يتم مصادقة البرلمان على قوانين الأحزاب السياسية الصومالية. 

ويقول الصوماليون ان نتائج مؤتمر طوسمريب تضيف تعقيدا جديدا واشكاليات قانونية متعددة الأطراف الى الانتخابات البرلمانية القادمة، وهي بمثابة تمديد ضمني من الناحية الفنية حيث انعكست فيه لقاءات السفير القطري لدي الصومال حسن بن حمزة في مقديشو مؤخراً مع بعض رؤساء الولايات المشاركين في المؤتمر.

واتفق الجميع على ان البنود التي تم الاتفاق عليها فى المؤتمر، تمهد الطريق لتلاعب الحكومة المركزية برئاسة فرماجو في نتائج الإنتخابات البرلمانية القادمة.

من المتوقع ان اللقاءات المرتقبة اجراؤها في الأيام القادمة بين الحكومة المركزية وبين رئيسي ولاية بونتلاند وجوبالاند اللذان رفضتا حضور المؤتمر، ستؤدى الى تغيير جذري فى بنود تلك الإتفاقية الأحادية الجانب، كما يتوقع ان يقوم البرلمان الصومالي بتعديلها فى حالة الطرح عليه لاحقا.

*المحرر السياسي الخاص بـ”الصومال اليوم”

Exit mobile version