افريقيا و العالمالرئيسية

مساع أفريقية يائسة لاستعادة الحكم المدني في مالي

منفذو الانقلاب يسمحون لفريق من الأمم المتحدة بزيارة شخصيات محتجزة لديهم بينها الرئيس المطاح به ورئيس حكومته

سمحت المجموعة العسكرية التي نفذت الانقلاب في مالي للأمم المتحدة بلقاء الرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا، كما أفرجت عن اثنين من الشخصيات المحتجزة قبل وصول وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى باماكو السبت للمطالبة بعودة النظام الدستوري.

ويرى مراقبون أن المساعي الأفريقية لاستعادة الحكم المدني في مالي باتت محكومة بالفشل إثر إعلان المعارضة السياسية الرئيسية في البلاد عن مساندتها للعسكريين الانقلابيين، ما يوفر لهم حاضنة سياسية مدعومة بتأييد شعبي.

وأفادت مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) الجمعة في باماكو بأن وفدها سيتقدمه الرئيس النيجيري السابق غودلاك جوناثان، يرافقه رئيس مفوضيتها جان – كلود كاسي برو ووزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما.

وتتزامن خطوة العسكريين مع تصاعد الضغوط عليهم والاستعدادات لمسيرات احتفالية في العاصمة باماكو في أعقاب أحدث الانقلابات في الدولة المضطربة والواقعة بغرب القارة.

وسمح منفذو الانقلاب الجمعة لفريق من الأمم المتحدة بزيارة شخصيات محتجزة لديهم، بينها الرئيس المطاح به ورئيس حكومته بوبو سيسيه.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في تغريدة على تويتر “توجه فريق لحقوق الإنسان في البعثة إلى كاتي في إطار مهمته لحماية حقوق الإنسان، وتمكن من لقاء الرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا ومعتقلين آخرين”.

وكان جنود متمردون قد اعتقلوا كيتا ومسؤولين آخرين في أعقاب انقلاب الثلاثاء في كاتي، القاعدة العسكرية التي تبعد 15 كلم عن باماكو.

ومن بين المعتقلين، وفق مصادر مختلفة، وزير الدفاع إبراهيم ضاهرو ديمبيلي ووزير الأمن مبمبا موسى كيتا، ورئيس الجمعية الوطنية موسى تيمبين، إضافة إلى قائدي الجيش وسلاح الجو.

وأعلن العسكريون الذين استولوا على السلطة عن تشكيل “اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب” بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا البالغ 37 عاما، وتعهدوا بتشكيل مجلس انتقالي وإجراء انتخابات “خلال مهلة معقولة”.

وانضم المجتمع الدولي إلى القادة الأفارقة في إدانة الانقلاب الأخير في الدولة المضطربة والواقعة في منطقة الساحل، وطالبوا بالإفراج عن القادة المعتقلين.

والانقلاب هو الثاني خلال ثماني سنوات، ويسدد ضربة قاصمة لدولة تعاني من تمرد إسلامي واقتصاد متداع واستياء عميق لدى الناس إزاء حكومتها.

وانقلاب 2012 أعقبته انتفاضة في شمال البلاد تحولت إلى تمرد جهادي بات يهدد النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين.

وتم نشر آلاف الجنود الفرنسيين ومن قوات الأمم المتحدة إلى جانب جنود من دول الساحل الخمس، سعيا إلى وقف أعمال العنف الدامية.

وأعلن المتحدث باسم المجلس العسكري إسماعيل واغي الخميس أنه سيتم تشكيل “مجلس انتقالي مع رئيس انتقالي سيكون إما عسكريا وإما مدنيا”، مضيفا في تصريحات لقناة فرنس 24 أن “الفترة الانتقالية ستكون لأقصر مدة ممكنة”.

وانضم قادة أفارقة آخرون الجمعة إلى إدانة الانقلاب وكرروا مطلب إطلاق سراح المعتقلين.

ودعا رئيس كينيا أوهور كينياتا إلى حل “سريع وسلمي وديمقراطي” للأزمة فيما اعتبر رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الانقلاب “خطرا على الديمقراطية في أفريقيا”، بينما طالب الاتحاد الأفريقي الدول الأفريقية باتخاذ موقف صارم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق