حجبت الحكومة الأميركية نحو 36 موقعا إلكترونيا مرتبطا بأنشطة تضليل إيرانية يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الإيرانية، وثلاثة مواقع تديرها كتائب حزب الله المدعوم من إيران في انتهاك للعقوبات الأميركية.
وبات اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية على القائمة الأميركية السوداء، التي تمنع الأميركيين والشركات الأميركية والأجنبية من التعامل معها أو فروع لها.
وظهرت على المواقع الإلكترونية لكلّ من القناة الإيرانية الإخبارية الناطقة بالعربية “العالم” وشقيقتها الناطقة بالإنجليزية “برس – تي.في” التابعتين لشبكة التلفزيون الرسمي الإيراني “إيريب”، الرسالة نفسها التي تشير إلى أنه “تم الاستيلاء عليها” من قبل الحكومة الأميركية وذيلت بختمي مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف.بي.آي” ووزارة التجارة.
وأتت هذه الإجراءات في إطار ممارسة الصلاحيات الرئاسية في وجه تهديد استثنائي، على ما جاء في أحد بنود القانون الواردة في الرسالة.
وظهرت الرسالة نفسها أيضا على موقع قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين في اليمن، وكُتب بالعربية على موقع قناة المسيرة “تم الاستيلاء على هذا الموقع”.
وكُتب تحت هذه العبارة بالإنجليزية “لقد استولت حكومة الولايات المتحدة على نطاق المسيرة بموجب أمر استيلاء… في إطار إجراء لإنفاذ القانون من قبل مكتب الصناعة والأمن ومكتب إنفاذ الصادرات ومكتب التحقيقات الاتحادي”.
وندّدت قناة المسيرة بما اعتبرته “قرصنة أميركية ومصادرة لحقوق النشر”، وقالت في بيان نشر على موقع “أنصار الله” إنّها مستمرة في “التصدي للقرصنة الأميركية والإسرائيلية على أمتنا بكل الوسائل المتاحة”.
واعتبرت أنّ “هذا الحظر الأميركي لموقع ‘المسيرة نت’ ومواقع صديقة أخرى، يكشف مجدّدا زيف شعارات حرية التعبير وكل العناوين الأخرى التي تروّج لها أميركا”.
وما لبثت القناة أن أعلنت مساء الثلاثاء أنّها استحدثت موقعا إلكترونيا بديلا عن موقع “المسيرة نت” الذي أغلقته واشنطن، مشيرة إلى أنّ الموقع الجديد هو “المسيرة دوت كوم”.
وسبق لموقع القناة نفسها وكذلك لموقع “الاتجاه”، القناة التلفزيونية التابعة لـ”كتائب حزب الله” أن لقيا في أكتوبر 2020 المصير نفسه.
وطال الحجب يومها أيضا موقع النجباء، الفصيل العراقي الرئيسي الآخر الموالي لإيران.
وينشط الفصيلان المكوّنان من مقاتلين عراقيين تتولّى إيران تدريبهم وتمويلهم وتسليحهم، في العراق وكذلك في سوريا، حيث يقاتلان إلى جانب نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني.
وشمل الحظر أيضا موقع قناة “اللؤلؤة” البحرينية المعارضة، وكتبت القناة على تويتر أنّ “الإدارة الأميركية تستولي بطريقة غير قانونية على موقع قناة اللؤلؤة الفضائية وعدد من المواقع الإلكترونية التابعة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية”.
وتتّهم المنامة الجماعات التي تسيطر على هذه القناة بالولاء لإيران.
وإذا كان موقعا المسيرة واللؤلؤة قد طالهما الحجب، إلا أنّ بثّهما التلفزيوني لم ينقطع واستمر كالمعتاد، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في كل من اليمن والبحرين.
وتحدث تلفزيون “برس تي.في” عن “عمل منسق واضح”، في حين ندّد التلفزيون الرسمي الإيراني “إيريب” الذي يرعى بعض هذه القنوات، بالحجب لمواقع “وسائل إعلام موالية للمقاومة الذي يكشف جرائم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة”.
وأضاف التلفزيون على موقعه الإلكتروني “في حين تؤكد الحكومة الديمقراطية للولايات المتحدة دعم حرية التعبير، فإنها تغلق عمليا وسائل الإعلام عبر دعم” إسرائيل والسعودية، الحليفتين التاريخيتين لواشنطن في الشرق الاوسط.
وذكر التلفزيون الإيراني أنّ الإجراء الأميركي شمل أيضا قنوات “فلسطين اليوم” و”النبأ” و”الكوثر”.
وندّدت وكالة الأنباء الإيرانية “فارس”، المقرّبة من المحافظين المتشدّدين، بالخطوة الأميركية، معتبرة إياها “انتهاكا صارخا لحرية الصحافة”.
وتخضع إيران لسلسلة من العقوبات الاقتصادية الأميركية بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم، الذي تشتبه واشنطن في أنّ له أهدافا عسكرية، وهو ما تنفيه طهران.
وتُتهم الجمهورية الإسلامية أيضا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وبدعم الإرهاب.