غادرت قطاعات الجيش الصومالي الرافضة لتمديد فترة ولاية الرئيس محمد عبد الله فرماجو، نقاط تمركزها في العاصمة مقديشو تنفيذا للاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء محمد حسين روبلي والمعارضة يوم الأربعاء الماضي والذي يقضي بإخراج هذه القوات من المدينة وإنهاء أزمة انقسام الجيش.
أدى القرار الصادر من مجلس الشعب الصومالي في 12 أبريل الماضي والقاضي بتمديد فترة ولاية الرئيس فرماجو لعامين إلى حدوث انشقاقات داخل القوات المسلحة الصومالية ودخول قطاعات من الجيش الصومالي مزودة بأسلحة ثقيلة إلى مدينة مقديشو احتجاجا على قرار البرلمان واستولت على عدد من النقاط في المدينة.
تضمن الاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء المعارضة 10 بنود شملت انهاء المظاهر المسلحة غير الشرعية في العاصمة مقديشو، وخروج كافة قوات الجيش من العاصمة وإعادتها إلى قواعدها خلال 48 ساعة من سريان الاتفاق، وترتيب وضعية القوات المتمردة داخل الجيش.
شهود عيان قالوا انهم شاهدو ظهر الجمعة في شوارع رئيسية في شمال العاصمة مقديشو رتلا عسكريا يضم عدد كبيرا من السيارات رباعية الدفع محملة بأسلحة ثقيلة تغادر العاصمة متوجهة إلى قواعدها السابقة في إقليم شبيلي السفلى.
يأتي هذا الحدث بعد ساعات من زيارة رئيس الوزراء روبلي نقاطا عسكرية كانت تتمركز فيها قوات المتمردة من الجيش الصومالي للوقوف على سير عملية سحب هذه القوات من العاصمة مقديشو، مؤكدا تسليم هذه النقاط للقائد العام لقوات الشرطة اللواء عبدي حسن محمد حجار.
بددت مغادرة القوات المتمردة من نقاط تمركزها داخل مدينة مقديشو شبح الحرب الأهلية المخيم على الصومال وأعاد الأمل لحوالي 3 ملايين نسمة يسكنون في العاصمة مقديشو الذين عاشوا أياما صعبا خلال الأسابيع الماضية.
لكن بعض المحليين يبدون تفاؤلا حذرا ويرون أنه من السباق لأوانه الاحتفال لتجاوز الصومال من خطر الحرب الأهلية، مادام أسباب الاحتقان السياسي قائما.
ويشير هؤلاء المحللون إلى وجود قضايا رئيسية لم يحل بعد أبرزها العملية الانتخابية، وأن عودة القوات المتمردة والمؤيدة للمعارضة إلى العاصمة مقديشو قد تحدث في أية لحظة في ظل استمرار الدعوات التي تحرض على العنف وتثير النعرات القبلية.