مصادر: رئيس إتحاد مرشحي الرئاسة يرفض للمرة الثانية مقابلة مبعوث قطر إلى الصومال
الصومال اليوم – مقديشو
أفادت مصادر مطلعة برفض الرئيس الصومالي الأسبق ورئيس مجلس إتحاد المرشحين في الانتخابات الرئاسية، شريف شيخ أحمد مقابلة مبعوث وزراة الخارجية القطرية إلى الصومال الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني.
ويتواجد الدكتور القحطاني الخبير في مكافحة الإرهاب، وتسوية المنازعات في مقديشو العاصمة منذ بداية شهر مايو 2021م حيث أجرى لقاءات مكثفة مع مسوؤلي الحكومة الصومالية الفدرالية، وعلى رأسهم، الرئيس فرماجو، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشيوخ، ورئيس مجلس النواب، وبعض قيادات مجلس الإتحاد المرشحين، وإدارة إقليم بنادر، إلا أن شريف شيخ أحمد رفض مقابلة الوفد القطري للمرة الثانية والجلوس معه وفق مصادر مطلعة.
وقالت المصادر أن شريف شيخ أحمد اعتذر عن مرافقة أعضاء مجلس إتحاد المرشحين قبل ثلاثة أيام، والمشاركة في اجتماعهم مع الدكتور مطلق القحطاني في فندق دكالي التركي الواقع في مطار آدم عدي الدولي في مقديشو العاصمة.
وذكرت المصادر “أن شريف شيخ أحمد برر رفضه مقابلة الوفد القطري إرتكاب أريتريا، وإثيوبيا، وقطر جرائم بحق الشعب الصومالي، بينما استخدمت الحكومة المنتهية مدتها القانونية المساعدات التركية إلى الصومال بطريقة خاطئة”.
إهتمام قطري لشريف شيخ أحمد
وتواترت المصادر بأن الوفد القطري يعطي اهتماما خاصا لمقابلته بشريف شيخ أحمد المرشح الرئاسي في الانتخابات الرئاسية، باعتباره زعيما للمعارضة الصومالية حيث يرأس مجلس إتحاد المرشحين، كما ينسق مع رموز المعارضة الآخرين من ” المرشحين ” في دعم الجهود الرامية إلى مواجهة الرئيس الصومالي فرماجو المنتهية ولايته، فضلا عن تأثيره في القوات الموالية لمجلس إتحاد المرشحين.
وذكرت قيادات بارزة في حزب هيملو قرن ”الآفاق” والتي فضلت عدم ذكر أسمائهم أن لدي شريف شيخ أحمد الرئيس الأسبق للصومال أسئلة محورية وهي أين كانت قطر في السنوات الأربعة الماضية عندما طلب منها المساعدات بوقف عنف الحكومة؟ ولماذا لم تعلق على إعتداءات القصر الرئاسي طيلة تلك الفترة على رموز المعارضة، والشعب؟.
ولم تعلق قطر أيضا على الهجوم العسكري الذي شنته القوات الموالية للرئيس فرماجو المنتهية ولايته على مقرات حسن شيخ محمود الرئيس السابق للصومال، وعبدالرحمن عبدالشكور ورسمة زعيم حزب ودجر، وزجت تلك الأحداث المأساوية عاصمة مقديشو في أتون الحروب.
والتزمت قطر بالصمت عندما صوت مجلس النواب الفدرالي لصالح قرار تمديد الرئيس فرماجو لعامين، 12-4-2021م وهو قرار غير شرعي، بينما وقف المجتمع الدولي ضد قرار التمديد، عبر إصدار بيانات صحفية واضحة.
تجدر الإشارة إلى أن قطر لم تقف مع الحكومة الإنتقالية الصومالية برئاسة شريف شيخ أحمد في الفترة ما بين 2009 -2012م بينما وقفت قطر مع الجبهات والحركات المناوئة للدولة الصومالية وفق إفادات المصادر المقربة من شريف شيخ أحمد.
مفاجأة لقطر
وشكل رفض شريف شيخ أحمد مقابلة الوفد القطري المتواجد في مقديشو العاصمة، ومقاطعة ولايتي بونت لاند، وجوبالاند التواصل مع المبعوث القطري، ورفض مجلس إتحاد المرشحين في الانتخابات الرئاسية الوساطة القطرية بين الحكومة الصومالية، والمرشحين شكل كل ذلك مفاجأة للوفد القطري الذي حاول استخدام الدبلوماسية الناعمة بغية تسويق إستراتيجية قطر الجديدة في الصومال وذلك عبر فتح قنوات إتصال مع رموز المعارضة الصومالية المتمثلة في ولايتي بونت لاند، وجوبالاند، ومجلس إتحاد المرشحين في الانتخابات الرئاسية.
بيد أن كل محاولاتها باءت بالفشل بسبب عدم الإعداد الجيد للزيارة، وفشل حلفاء قطر في تقييم قدرات مجلس إتحاد المرشحين في الوقت المناسب.
ويرى مراقبون صوماليون أن قطر كانت مدركة حجم الضرر الذي لحق بسمعتها، وعلاقتها مع الشعب الصومالي، ومع المعارضة الصومالية التي خلقت واقعا جديدا في مقديشو العاصمة خلال الشهرين الأخيرين.
إلا أن الدوحة لم تتحرك نحو الصومال في الوقت المناسب، لتدراك الموقف، وتصحيح الأخطاء التي عرضتها بعض رموز إتحاد المرشحين بالتفصيل أمام الوفد القطري،ويبدوا أنها آثرت التريث، وعدم التحرك بسبب تمديد مجلس النواب فترة الرئيس فرماجو لعامين، ظنا منها أن الأمور تسير على مايرام وفق إفادات مصادر مطلعة.
وعندما تراجع الرئيس الصومالي محمد فرماجو عن قرار التمديد، وصوت مجلس النواب لصالح العودة إلى إتفاقية 17 سبتمبر 2020م، إثر الإضطرابات الأمنية في مقديشو العاصمة،تحرك الوفد القطري نحو الصومال بغية إنقاذ حلفائه،وهم الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد فرماجو المنتهية ولايته وفريقه في السلطة، وهوسر رفض مجلس إتحاد المرشحين الوساطة القطرية،ورفض شريف شيخ أحمد مقابلة مبعوث وزارة الخارجية القطرية الدكتور المطلق القحطاني.