في الأسابيع الأخيرة، لوحظ تزايد نشاط قُطّاع الطرق في شمال نيجيريا. وبصرف النظر عن نشاطهم الروتيني.
فإنهم باتوا يركزون هجماتهم الآن على المدارس لاختطاف الطلاب والمطالبة بالفدية. ويشتبه في ارتباط هؤلاء بفصيل JAS التابع لجماعة بوكو حرام بقيادة أبو بكر شيكاو.
وإذا كانت هذه التغييرات في نشاط جماعة بوكو حرام مثيرة للقلق، من خلال استهداف الأطفال بالمدارس، فإنه في شمال غرب نيجيريا، وبالتحديد في محافظة زامفارا، يتزايد نشاط مجموعة “أنصارو”، وهي جماعة تابعة للقاعدة وقُطّاع الطرق المرتبطين بالتنظيم. وتم الكشف عن مساعي هذه الجماعة عن طريق وسطاء، للحصول على قذائف وصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة الغارات الجوية التي يشنها الجيش النيجيري ضد عناصرها.
ويُخصص قُطّاع الطرق عائدات عمليات الخطف من فديات لشراء هذا النوع من الأسلحة للتصدي لطائرات الهليكوبتر والطائرات التابعة للجيش النيجيري. في الوقت الحالي، يرد قُطّاع الطرق على هذه الهجمات بقصف السكان، كما حدث في 6 فبراير/شباط الماضي، في بيرنين غواري بولاية كادونا، حيث قتلوا 18 شخصاً وأصابوا آخرين، وأضرموا النيران في منازلهم انتقاماً من الجيش.
ورغم صعوبة الوضع، فإنه يزداد تعقيداً عندما نعلم بأن قُطّاع الطرق لديهم متعاونون داخل الجيش. وإذا كان على القوات المسلحة مواجهة الجماعات الإرهابية من جهة، وقُطّاع الطرق المرتبطين بهم من جهة أخرى، فإنه يتعيّن عليها أيضاً محاربة الفاسدين داخل الجيش الذين يستطيعون، مقابل مبلغ مالي، بيع حياة رفاقهم، وهو ما يعني أننا أمام مشكلة خطيرة للغاية لن يتم حلها بالطرق المعتمدة حالياً. يبلغ عدد سكان نيجيريا حالياً نحو 220 مليون نسمة. وبحلول عام 2040، من المتوقع زيادة عدد السكان بـ100 مليون نسمة. ليس من الضروري إجراء الكثير من التحليلات لاستنباط الكارثة التي ستحدث، والتي ستؤثر بالطبع على العديد من البلدان.
وفي غضون ذلك، وبدل أن تشكّل هذه المشكلة مصدر قلق عالمي، تحاول السلطات حلها على المستوى المحلي. ويدرس حكام ولايتي كادونا والنيجر “نيجيريا” حالياً إمكانية منح العفو لقطاع الطرق الأثرياء. وليس من المؤكد ما إذا كانوا سيندمون ويعودون إلى حياتهم الطبيعية، دون امتلاك أي نوع من الدخل.
تتكرر المشكلة النيجيرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق مع داعش. في الصومال ومالي وبوركينا فاسو مع القاعدة. ومن أصل 58 دولة أفريقية، تُعاني أكثر من نصفها بشكل مباشر أو غير مباشر من معضلة الإرهاب. وإذا لم تتصرف بقوة وبشكل جماعي، فلن تُحلّ المشكلة من تلقاء نفسها. وعلى الرغم من صعوبة قول ذلك، فإن الكلمة التي من شأنها أن تساعد في وصف هذه المشكلة تسمى النفاق. عندما لا ترى الدول البعيدة هذه المشكلة، فذلك يعني بالنسبة لها أنها غير موجودة.